خطورة أنتشار سلالات بكتيريا القولون القاتلة
ب
أنتشرت منذ ايام سلالات من بكتيريا القولون السمية والمعروفه باسم إي. كولي الحالة للدم في المانيا وعدد من الدول الغربية. وقد سببت هذه السلالات اسهالات دموية ووصل عدد الأشخاص المصابين في المانيا لوحدها الى ما يقارب 2300 حالة أدت الى وفاة 25 مريض، وغالبيتهم من النساء في منتصف العمر نتيجة حدوث التهاب ونزيف دموي في الأمعاء، وتبع ذلك مضاعفات مرضية خطيرة عند ما يقارب 25% من المصابين، تمثل بشكل نزيف دموي شديد في الكلى وتأثيرات على الجهاز العصبي. وأظهرت المعلومات الوبائية الأولية، بأن المرض سببه سلالة جديدة من بكتيريا القولون ربما أنتقلت عن طريق الخيار المستورد من أسبانيا، ولكن تبين فيما بعد بان الناقل الحقيقي للبكتيريا حتى الآن غير معروف، وتشك الدوائر الصحية الألمانية حاليا بأن هذه البكتيريا السمية وصلت الى أمعاء المصابين عن طريق تناول أنواع من الخضار أو منبتات الحبوب الملوثة، ومنها خاصة الخس والفجل. وبالرغم من توفر الامكانيات العلمية الهائلة في المانيا من علماء وأطباء ومختبرات، فيظهر أن ناقل البكتيريا للمرضى لن يكتشف ولن يتم السيطرة عليه قبل مرور عدة أسابيع حسب ما ذكر الخبراء.
وأهمية الحديث عن هذا الموضوع، تعود الى حقيقة علمية يجب أن يعرفها جميع العاملين في مجلات الطب وصحة الإنسان، ومنهم خاصة االمسؤولين في الدوائر الصحية الرسمية، بان هناك تغيرات وراثية هامة تحصل باستمرار في مكونات جميع أنواع الميكروبات التي تستوطن في جسم الإنسان والحيوان، وفي مقدمتها نشوء سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، أو نشوء سلالات بكتيرية منتجة لأنواع من السموم الخطيرة التي تسبب أمراضا قاتلة . وهذا ما حدث فعليا بشكل غير ظاهر للعيان خلال نصف القرن الماضي، بعد أن تم تطوير واستعمال ما يزيد عن مائة وخمسين نوع من المضادات الميكروبية لعلاج أمراض الإنسان التي تسببها أنواع الميكروبات المعدية. ومن المعروف جيدا بأن ما يقارب نصف أنتاج المضادات الحيوية العالمي يستعمل عمليا في مزارع تربية الحيوانات والطيور، مثل البقر والأغنام والدجاج والبط وكذلك في مزارع الأسماك. وتؤكد الأبحاث العلمية أن كثرة وسوء الإستخدام الزائد للمضادات الحيوية يسبب القضاء على سلالات البكتيريا المفيدة التي تعيش في جسم الإنسان والحيوان، وتحل محلها سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، كما تنشاء طفرات جديدة من سلالات البكتيريا التي تحمل صفات وراثية جديدة، ومنها بالذات سلالات تنتج سموم بكترية معوية خطيرة على صحة الجسم، كما تحدث تغيرات في جدار خلايا البكتيريا تساعدها على سرعة الألتصاق في نسيج الأمعاء وأنتشار العدوى بين البشر. وهذه الظاهرة الجديدة تمت ملاحظتها أثناء أنتشار وباء سلالة القولون الجديدة التي تحمل الرمز(0104 ) في المانيا حيث انتشرت بسرعة وكانت مقاومة لثمانية أنواع من المضادات الرئيسية التي تستعمل عادة في العلاج.
ومما يذكرهنا، بأن سلالة بكتيريا القولون السمية والتي تسبب نزيف دموي حاد بالأمعاء والكلى تعيش أصلا بصورة طبيعية في أمعاء الابقار والأغنام، ولا تسبب لهم أية أعراض مرضية لهم، ولكنها أنتقلت الى الإنسان مع تلوث اللحوم والحليب، وأحدث خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عدة أوبئة من التسمم الغذائي في أمريكا وكندا واليابان، أمرضت خلالها عشرات الآلف من الاشخاص بالاسهالات الدموية، ولكنها مع ذلك سببت عددا قليلا من المضاعفات والوفيات، بينما السلالة الجديدة المتطورة من بكتيريا القولون التي أنتشرت حديثا في المانيا أدت الى نسبة وفيات عالية نتيجة مضاعفات مرضية أكثر على الجهاز العصبي ونزيف دموي شديد في الكلى مع فشل كلوي، مما يدل على أنها ذات صفات عدوانية عالية.
ومن المنتظر أن تحدث في المستقبل تغيرات وراثية آخرى وخطيرة على أنواع الميكروبات التي تعيش بصورة طبيعية في جسم الإنسان والحيوانات، وهذه التغيرات لا يمكن الآن معرفة أبعادها الحقيقة بدون إجراء الكثير من الأبحاث العلمية. وبالمناسبة هناك دراسة تقوم بها حاليا طالبة ماجستير في كلية الطب بالجامعة الأردنية منذ نصف سنة تقريبا، تتعلق بمدى أنتشار سلالات بكتيريا القولون المسببة للاسهالات على أوراق الخس والبقدونس والنعناع التي جمعت من الاسواق المحلية بصورة عشوائية، وقد بينت نتائج البحث ان جميع العينات التي تم فحصها حتى الآن كانت خالية منها. ويبقى الأمل والرجاء أن تقوم وزارة الصحة والزراعة في الأردن وباقي البلدان العربية بالتعاون الجاد والتنسيق لتقنين استعمال أنواع المضادات الحيوية في مزارع الأبقار والدجاج والأسماك، وخاصة منها الأنواع التي تستخدم في علاج الإنسان، كما يجب التركيزعلى أهمية العناية بالإستخدام الأمثل للمضادات الميكروبية، ونشر ثقافة عدم استعمال المضادات الحيوية بدون وصفة طبية بين أفراد المجتمع.
ب
أنتشرت منذ ايام سلالات من بكتيريا القولون السمية والمعروفه باسم إي. كولي الحالة للدم في المانيا وعدد من الدول الغربية. وقد سببت هذه السلالات اسهالات دموية ووصل عدد الأشخاص المصابين في المانيا لوحدها الى ما يقارب 2300 حالة أدت الى وفاة 25 مريض، وغالبيتهم من النساء في منتصف العمر نتيجة حدوث التهاب ونزيف دموي في الأمعاء، وتبع ذلك مضاعفات مرضية خطيرة عند ما يقارب 25% من المصابين، تمثل بشكل نزيف دموي شديد في الكلى وتأثيرات على الجهاز العصبي. وأظهرت المعلومات الوبائية الأولية، بأن المرض سببه سلالة جديدة من بكتيريا القولون ربما أنتقلت عن طريق الخيار المستورد من أسبانيا، ولكن تبين فيما بعد بان الناقل الحقيقي للبكتيريا حتى الآن غير معروف، وتشك الدوائر الصحية الألمانية حاليا بأن هذه البكتيريا السمية وصلت الى أمعاء المصابين عن طريق تناول أنواع من الخضار أو منبتات الحبوب الملوثة، ومنها خاصة الخس والفجل. وبالرغم من توفر الامكانيات العلمية الهائلة في المانيا من علماء وأطباء ومختبرات، فيظهر أن ناقل البكتيريا للمرضى لن يكتشف ولن يتم السيطرة عليه قبل مرور عدة أسابيع حسب ما ذكر الخبراء.
وأهمية الحديث عن هذا الموضوع، تعود الى حقيقة علمية يجب أن يعرفها جميع العاملين في مجلات الطب وصحة الإنسان، ومنهم خاصة االمسؤولين في الدوائر الصحية الرسمية، بان هناك تغيرات وراثية هامة تحصل باستمرار في مكونات جميع أنواع الميكروبات التي تستوطن في جسم الإنسان والحيوان، وفي مقدمتها نشوء سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، أو نشوء سلالات بكتيرية منتجة لأنواع من السموم الخطيرة التي تسبب أمراضا قاتلة . وهذا ما حدث فعليا بشكل غير ظاهر للعيان خلال نصف القرن الماضي، بعد أن تم تطوير واستعمال ما يزيد عن مائة وخمسين نوع من المضادات الميكروبية لعلاج أمراض الإنسان التي تسببها أنواع الميكروبات المعدية. ومن المعروف جيدا بأن ما يقارب نصف أنتاج المضادات الحيوية العالمي يستعمل عمليا في مزارع تربية الحيوانات والطيور، مثل البقر والأغنام والدجاج والبط وكذلك في مزارع الأسماك. وتؤكد الأبحاث العلمية أن كثرة وسوء الإستخدام الزائد للمضادات الحيوية يسبب القضاء على سلالات البكتيريا المفيدة التي تعيش في جسم الإنسان والحيوان، وتحل محلها سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، كما تنشاء طفرات جديدة من سلالات البكتيريا التي تحمل صفات وراثية جديدة، ومنها بالذات سلالات تنتج سموم بكترية معوية خطيرة على صحة الجسم، كما تحدث تغيرات في جدار خلايا البكتيريا تساعدها على سرعة الألتصاق في نسيج الأمعاء وأنتشار العدوى بين البشر. وهذه الظاهرة الجديدة تمت ملاحظتها أثناء أنتشار وباء سلالة القولون الجديدة التي تحمل الرمز(0104 ) في المانيا حيث انتشرت بسرعة وكانت مقاومة لثمانية أنواع من المضادات الرئيسية التي تستعمل عادة في العلاج.
ومما يذكرهنا، بأن سلالة بكتيريا القولون السمية والتي تسبب نزيف دموي حاد بالأمعاء والكلى تعيش أصلا بصورة طبيعية في أمعاء الابقار والأغنام، ولا تسبب لهم أية أعراض مرضية لهم، ولكنها أنتقلت الى الإنسان مع تلوث اللحوم والحليب، وأحدث خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عدة أوبئة من التسمم الغذائي في أمريكا وكندا واليابان، أمرضت خلالها عشرات الآلف من الاشخاص بالاسهالات الدموية، ولكنها مع ذلك سببت عددا قليلا من المضاعفات والوفيات، بينما السلالة الجديدة المتطورة من بكتيريا القولون التي أنتشرت حديثا في المانيا أدت الى نسبة وفيات عالية نتيجة مضاعفات مرضية أكثر على الجهاز العصبي ونزيف دموي شديد في الكلى مع فشل كلوي، مما يدل على أنها ذات صفات عدوانية عالية.
ومن المنتظر أن تحدث في المستقبل تغيرات وراثية آخرى وخطيرة على أنواع الميكروبات التي تعيش بصورة طبيعية في جسم الإنسان والحيوانات، وهذه التغيرات لا يمكن الآن معرفة أبعادها الحقيقة بدون إجراء الكثير من الأبحاث العلمية. وبالمناسبة هناك دراسة تقوم بها حاليا طالبة ماجستير في كلية الطب بالجامعة الأردنية منذ نصف سنة تقريبا، تتعلق بمدى أنتشار سلالات بكتيريا القولون المسببة للاسهالات على أوراق الخس والبقدونس والنعناع التي جمعت من الاسواق المحلية بصورة عشوائية، وقد بينت نتائج البحث ان جميع العينات التي تم فحصها حتى الآن كانت خالية منها. ويبقى الأمل والرجاء أن تقوم وزارة الصحة والزراعة في الأردن وباقي البلدان العربية بالتعاون الجاد والتنسيق لتقنين استعمال أنواع المضادات الحيوية في مزارع الأبقار والدجاج والأسماك، وخاصة منها الأنواع التي تستخدم في علاج الإنسان، كما يجب التركيزعلى أهمية العناية بالإستخدام الأمثل للمضادات الميكروبية، ونشر ثقافة عدم استعمال المضادات الحيوية بدون وصفة طبية بين أفراد المجتمع.
الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 6:14 pm من طرف الأسيرة
» تناول الاطعمة الساخنة في اطباق الميلامين يزيد من احتمال الاصابة بحصى الكلى
الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 6:09 pm من طرف الأسيرة
» الجرجير كنز من كنوز الخضروات
الخميس أغسطس 11, 2011 11:52 pm من طرف lovly-pink
» لكل طلاب الانتساب والتعليم عن بعد
الخميس يوليو 21, 2011 11:45 pm من طرف الأسيرة
» دور الاطباء والممرضات عند موعد الولاده...الاطبا
الجمعة يوليو 15, 2011 6:52 am من طرف الأسيرة
» الصداع النصفي مرض يصيب الاذكياء
الثلاثاء يوليو 12, 2011 4:38 am من طرف زائر
» احدث ابحاث 2011
الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:36 pm من طرف زائر
» فضيحة مصنع (الـربـيـــع) للعصيرات
الخميس يونيو 23, 2011 7:25 am من طرف الأسيرة
» انواع الحب الحقيقي ....
السبت يونيو 18, 2011 9:35 am من طرف الأسيرة