قفز على السطح فجأة مصطلح جديد لم يكن معروفا من قبل هو (الماكروبيوتك)، فانتشر كما تنتشر النار في الهشيم، وأصبح موضة ومادة للبرامج التلفازية والفضائية وصوره البعض المنقذ من التخلف وسوء التغذية، وراحت رائدة هذا العلم في العالم العربي الدكتورة مريم نور تقود لواء الدفاع عن الماكروبيوتك، وارتبط هذا الاسم بها حتى الآن، بالطبع نحن لا نختلف على شخصية الدكتورة مريم وثقافتها ووعيها بقضايا الإنسان الصحية، ولكن نناقش ما تقدمه بحكمة وموضوعية.
الدكتور خالد المدني استشاري التغذية يعارض الدكتورة مريم نور ويرفض الماكروبيوتك
في البداية سألناه عن أصل كلمة ماكروبيوتك فقال:
كلمة الماكروبيوتك Macrobiotic كلمة يونانية الأصل وهي مكونة من مقطعين الأول ماكرو Macro وتعني كبير أو طويل، والثاني بيوتيك Biotic وتعني الحياة وبذلك تعني هذه الكلمة الحياة الطويلة أو الكبيرة، ومؤسس هذه الفكرة هو عالم ياباني اسمه جورجي أوساوي George Ohsawa عاش في بدايات القرن العشرين وقد طور هذا النظام عن قدماء الصينيين.
يعتمد هذا النظام على مبدأ (ين Yin) و(يانغ Yeng) وهي النظرية الأساسية الأكثر أهمية للطب الصيني على اعتبار أن الطبيعة عبارة عن مجموعة من الأزواج المتضادة مثل الليل والنهار والقوي والضعيف، وهذا يمثل (حسب النظرية الصينية) التفاعلات الديناميكية التي تعزز هذا الكون.
ويواصل الدكتور مدني قائلا:
تتكون السعرات الحرارية في نظام الماكروبيوتك من 50% إلى 60% من الحبوب الكاملة، ومن 25 إلى 30% من الخضروات وحوالي 5 إلى 10% من الفول أو اللوبيا أو فول الصويا، مع تناول كميات قليلة من البقوليات وأعشاب البحر.
ولا يعتمد هذا النظام الغذائي على المحتويات من العناصر الغذائية المتوفرة في الأطعمة ولكن يعتمد على اللون والشكل والوزن والحجم والطعم والقوام ودرجة الحرارة والحموضة ومحتوى الأطعمة من الماء وطريقة الطهي وطريقة الإطعام.
وهناك كثير من الادعاءات بأن هذا النظام الغذائي يقي ويعالج كثيرا من الأمراض المزمنة مثل السرطان ومرض نقص المناعة المكتسبة وغيرها من الأمراض المزمنة.
ولا بد هنا من التوضيح أن الغذاء هو الذي يقي ويعالج كثيرا من الأمراض المزمنة مثل السرطان ومرض نقص المناعة المكتسبة وغيرها من الأمراض المزمنة.
ويوضح استشاري التغذية العناصر التي يتكون منها الغذاء الصحي وهي الفيتامينات والمعادن والدهون والبروتينات والكربوهيدرات والماء، والتوازن بأن يكون متوازيا في كميته من العناصر الغذائية بناء على حاجة الفرد وما يبذله من طاقة كل حسب عمره وجنسه وحالته الفيزيولوجية (الحمل والرضاعة والنمو).
ومن العوامل التي يجب أن يتوفر عليها الغذاء الصحي السلامة أي النظافة واتباع الطرق الصحية في إعداد وتحضير وعرض ونقل وتخزين وطهي الطعام حيث إن كثيرا من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام الملوث.
ويؤكد الدكتور المدني أن نظام الماكروبيوتك يفتقر إلى عنصرين مهمين هما عدم التنوع حيث يمنع النظام تناول الحليب واللحوم الحمراء وبعض الخضروات، وعدم التوازن حيث يفرط هذا النظام في تناول الألياف ويقلل من نسبة تناول البروتينات والدهون والسوائل والأخيرة تؤدي إلى الجفاف وهذا يمثل خطورة على صحة وحياة الفرد.
ويؤكد الباحث على أنه لا توجد أي أدلة علمية تؤكد فاعلية هذا النظام في علاج السرطان بناء على تقارير الجمعية الأمريكية للسرطان، بل إن احتواء هذا النظام على كمية كبيرة من الألياف قد يؤدي إلى فقدان الوزن لدى مرضى السرطان الذين يعانون أصلا من نقصان في الوزن مما قد يمثل خطورة على صحة وحياة المريض.
ويواصل المدني قائلا: هناك بعض المخاطر تنتج عن اتباع هذا النظام للأطفال والأكاديمية الأمريكية تحذر من تناوله للأطفال لنقص عنصر الكالسيوم فيه وكذلك فيتامين د حيث تفيد الأبحاث العلمية بظهور حالات لين بالعظام والكساح لدى الأطفال عند اتباع هذا النظام الغذائي، ونظرا لانخفاض نسبة البروتينات والسعرات الحرارية فقد يؤدي إلى سوء التغذية نتيجة نقص البروتينات والسعرات الحرارية للأطفال.
وبالنسبة للبالغين فلا ينصح بالاستمرار بتناوله لأنه يفتقر إلى العديد من العناصر الغذائية الهامة مثل فيتامين ج والكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ب 12 والحديد والدهون.
ويشير الدكتور المدني إلى أن هذا النظام الغذائي لا يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا لأنه يمنع تناول الحليب في حين أن الحليب هو الفطرة ولا يوجد أفضل منه في الغذاء، ويعتبر الحليب مصدرا هاما لعناصر غذائية هامة كثيرة أهمها الكالسيوم والفسفور والنحاس وفيتامين أ ومجموعة فيتامين ب المركب، كما يحتوي الحليب على الأحماض الأمينية الأساسية التي تدخل في تركيب البروتينات والأحماض الدهنية الأساسية اللازمة لسلامة جلد الإنسان.
ويجمل الدكتور المدني أسباب اعتراضه على هذا النظام في أسئلة هي: هل تظهر طريقة العلاج فائدة تفوق مخاطرها؟، هل أجريت تجارب أمان وفاعلية للمادة على مجموعة كافية من المرضى والمجموعات الضابطة؟، هل نشرت طريقة البحث والنتائج في مجلات علمية محكمة؟، هل يمكن إعادة النتائج على مجموعات أخرى وباحثين آخرين.
ويؤكد في النهاية أن الأساس المنطقي أو النظري للماكروبيوتك غير مبني على أي أساس علمي أو طبي، وأنه لا توجد دراسات أمان أو فاعلية منشورة في مجلات علمية محكمة، وأن هذا العلم روج له بطريقة مضللة، وأن القائمين بالترويج له غير مؤهلين أو متخصصين في علوم التغذية أو الغذاء.
الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 6:14 pm من طرف الأسيرة
» تناول الاطعمة الساخنة في اطباق الميلامين يزيد من احتمال الاصابة بحصى الكلى
الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 6:09 pm من طرف الأسيرة
» الجرجير كنز من كنوز الخضروات
الخميس أغسطس 11, 2011 11:52 pm من طرف lovly-pink
» لكل طلاب الانتساب والتعليم عن بعد
الخميس يوليو 21, 2011 11:45 pm من طرف الأسيرة
» دور الاطباء والممرضات عند موعد الولاده...الاطبا
الجمعة يوليو 15, 2011 6:52 am من طرف الأسيرة
» الصداع النصفي مرض يصيب الاذكياء
الثلاثاء يوليو 12, 2011 4:38 am من طرف زائر
» احدث ابحاث 2011
الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:36 pm من طرف زائر
» فضيحة مصنع (الـربـيـــع) للعصيرات
الخميس يونيو 23, 2011 7:25 am من طرف الأسيرة
» انواع الحب الحقيقي ....
السبت يونيو 18, 2011 9:35 am من طرف الأسيرة