السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نعيش اليوم في عالم يتميز بالاكتشافات والتقنية التي يمكن ان تجعل الانسان يعيش حياة أفضل بمشيئة الله .
إلا أنه مع هذا التقدم الهائل في العلم والطب نجد انه في المقابل زادت الأمراض والاوبئة واصبح انسان اليوم يحتاج الى الدواء كاحتياجة الى الشمس والهواء .
ومع ارتفاع الطلب الكبير على الدواء أصبحت شركات الأدوية تعيش في اوج عزها فارباحها وصلت حد الخيال ، وهذا ماجعل تجارة الدواء تحتل المرتبة الثانية في العالم بعد تجاة السلاح برأس مال يصل الى مايقارب (500) مليار دولار سنويا!!!
وللمعلومية لدينا في السعوديه فقط أكثر من (53) شركة عالمية للأدوية في حين تبلغ المصانع المسجلة عدد (450) مصنعا تشكل حصة الانتاج المحلي مابين 18% و 20% فيما تستأثر الأدوية الأوروبية بحصة تقدر بـ65% والباقي يتوزع على دول اسيا ودول عربية ويبلغ معدل الأدوية المستوردة 85% في حين يبلغ حجم السوق المحلي نحو 5ر3مليار ريال .
هذا العدد الكبير والمتزايد من الشركات خلق جوا من التنافس فيما بينها لفرض سيطرتها على هذا السوق والفوز بأكبر حصة منه .
ولأن الأطباء هم العقبة الكبيرة والمهمة للوصول الى مبتغاها ، كان لابد من ممارسة شتى انواع الإغراءات وبمختلف الطرق ولتحقيق ذلك قامت بتدريب وتدريس مندوبي المبيعات والتسويق (medical rep. &medical sale ) لديها وتعليمهم طرق وأساليب تقديم الدواء للطبيب وكيفية إقناعه به .
ومن هذه الأساليب الرهيبة :
* اهداء الطبيب هدايا توضع امامه على الطاوله مكتوب عليها اسم الدواء .
* عدم ذكر اسم اي دواء منافس لا من قريب ولا من بعيد .
*التركيز على الجانب الإيجابي للدواء .
* وعد الطبيب بأنه اذا تم صرف الدواء بكميات كبيره سوف تقوم الشركه بإرسال الطبيب للندوات الخارجيه في اوروبا وغيرها وعلى حساب الشركه .
* تقوم بعض الشركات بتغطيه برامج الصيف للأطباء والصيادله في اكبر المنتجعات السياحيه في اي بلد .
فالتنافس بين هذه الشركات اصبح تنافسا لاأخلاقيا ، فكل شركة تسعى لبيع أكبر كمية من الدواء واستغلال الاطباء للترويج بذلك اصبح شيئا مهما لها .
وهذا يذكرني ببعض الوقائع التي سمعتها او قرأتها عبر وسائل الاعلام ومنها ذلك الطبيب الذي حصل على مبلغ ثلاثمائة الف ريال !!! من احدى شركات الأدويه نظير كتابته في الصفحه الطبية بصحيفة محلية حول أحد الأمراض الشائعة وأشار فيه الى أن علاج هذا المرض يكمن في الدواء الذي تسوقه هذه الشركة!! وبالطبع المصداقية التي سيحظى بها رأي الطبيب لاتقارن بأي أعلان يمكن أن تقوم به الشركة !!.
وطبيب أخر يرفع السماعة ليطلب تذاكر سفر له ولعائلته لسنغافورة ، ومندوب احدى شركات الأدويه الذي يشتكي انه لدفع لذلك الطبيب ثلاثة وثمانون الف ريال وطبيب اخر يحد أربعة الاف ريال على طاولته !!!
وواقعة حدثت مع احد الأخوة الأعضاء معنا بالبوابة وهو بالمناسبة صيدلي وهو الذي شجعني على هذا الموضوع يقول فيها ...
من الأحداث التي مرت علي ..... تفاجئنا مره بأن احد الوصفات التي تصدر من طبيب معين تكون اخذت منها نسخه !! فراجعنا الموضوع ولاحظنا ان جميع الوصفات التي اخذ منها نسخ تحتوي على دواء معين !! مما دعانا للسعي لكشف الحقيقة ولله الحمد تأكدنا ، بأن الطبيب يأخذ دولار على كل وصفه يكون بها هذا الدواء .
وأيضا من الوقائع القريبه والتي تثبت هذه الظاهره الخطيره ماحصل خلال الأشهر الماضيه حيث كانت هناك عدة تجمعات علمية (حفلات، بصورة اكثر دقة..!) في بعض مدن المملكة، هذه التجمعات العلمية تحصل كثيراً في اكثر مدن المملكة عند نزول دواء جديد، ولكن هذه المرة كانت الادوية تحمل معنى تجاريا كبيرا، فهذه الادوية منشطات جنسية! من الادوية التي انتشرت في الغرب، الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوربية، وكسبت سمعة جيدة في مفعولها الذي جعل سوق الفياجرا (الذي كان لعدة سنوات سيد السوق في هذا الجانب الهام والحيوي جداً..!) يخبو ويتوارى على استحياء. فالفياجرا الذي يستغرق مفعوله بضع ساعات جاء الآن دواء منافس مفعوله يستمر لحوالي ست وثلاثين ساعة ( 36ساعة..!) اي لاداعي للقلق من ان تتعطل في المرور او يأتي لزيارتك اقارب او اصدقاء فيذهب مفعول الحبة الزرقاء التي اكتسبت سمعة خطيرة خلال السنوات الماضية، وجعلت شركة فايزر واحدة من اكبر شركات الادوية في العالم..! الآن اصبح للذين يعانون من مشاكل الضعف الجنسي (وما اكثرهم!!) ادوية تساعد على حل المشكلة بواحدة من هذه الحبوب الجديدة التي تستمر لاكثر من يوم..! وقد عرفت الشركة المصنعة لهذا الدواء قيمة الدعاية لهذا الدواء الخطير والمهم عند الرجال (وكذلك النساء!..)
فكانت الحفلات تليق بهذه المستحضرات الطبية الجنسية الخطيرة. في الرياض اقيمت حفلتان احداهما لدواء سياليس (cialis) وهو دواء تنتجه شركة ليلي الامريكية التي انتجت قبل ذلك واحدا من اشهر الادوية النفسية المضادة للاكتئاب وهو البروزاك (prosac) والذي لقب في الثمانينات من القرن الماضي بالحبة السحرية (magic tablet) والذي اصبح في تلك الحقبة الزمنية كالموضة، حيث اصبح عدد كبير من الامريكيين يتناولون البروزاك، احياناً لاسباب حقيقة واحياناً آخرى دون داع حتى حذرت منه المؤسسات الطبية المختلفة وخطورة تناول علاج دون حاجة طبيبة حقيقية لهذا العلاج ولازالت هذه المؤسسات تحذر من هذا الامر حتى الآن..!
الآن جاء دور السياليس، المنشط الجنسي، الذي اعدت له الشركة الامريكية المنتجة حملة دعاية قوية، فهو الدواء الذي يستمر مفعوله ستاً وثلاثين ساعة، وليس له اعراض جانبية خطيرة، فقط عليك بأخذ الحبة واستمتع بلا قلق..!! والحفلة الاخرى كانت لدواء سنافي.
ان الحملة الاعلامية التي رافقت دواء سياليس، حملة قوية، بعضها كان معروفاً كدعاية والآخر كان يأخذ الطابع العلمي، بحيث يبدو بأنه مناقشة علمية لعلاج جديد بينما هو دعاية مدفوعة، الاطباء الذين تحدثوا كان كلامهم مدفوع الثمن وان توخوا الحذر في عدم المبالغة الا ان المثل الشعبي الشهير(اطعم الفم تستحي العين) هو اصدق تعبير لهذا الامر. فمفعوله الطويل وقلة الاعراض الجانبية ورخص سعره النسبي، يجعل الكثيرين، يركضون وراء امر لم يتم التأكد منه بشكل قاطع، خاصة في موضوع الاعراض الجانبية .
وهذه بعض من المخالفات التي يقوم بها بعض الاطباء :
1- بقرار من وزير الصحه ، يحق للصيدلي انه في حاله ورود وصفه دواء بأي اسم (علمي او تجاري) ان يقوم بصرف الدواء المتوفر لديه ( نفس الأسم العلمي مع تجاهل الأسم التجاري ) ، وبالرغم من ان الوزاره اصدرت تعميم تنبه فيه الأطباء بكتابه الأدويه بالأسماء العلميه إلا ان القليل منهم يتقيد بذلك .
2- اخبار المريض بأن يشتري الدواء ( بأسمه التجاري ان لم يكن متوفر لديهم في الصيدليه ) ، مما يؤدي بالمريض الى التشكيك في قدرات الصيدلي المهنيه .
3- الأنثناء تحت رغبات مندوبي المبيعات والتسويق (medical rep. &medical sale ) وذلك عن طريق الضغط على لجان التسجيل في المستشفى بإدخال الأدويه ( وهذي يأخذ الطبيب عليها نسبه كبيره وعاليه )
4- بعد ادخال الدواء الى المستشفى يبدأ دور المندوبين بزيارات مركزه للأطباء بغرض التحدث عن الدواء وفعاليته ، وانا الآن اسأل الأخوه الأطباء هل سمعت في يوم من الأيام ان medical rep. اتى اليك وقال بس الدواء بتاعي ما يعمل في المرض الفلاني ، ولا يفضل اعطائه بجرعات عاليه وله اضرار جانبيه كثيره .؟؟؟
ببساطة إنها سيطرة لااخلاقيات التجارة ودليل اكيد على ان شركات الأدويه ماضية في طريقها ولن يحد من جشعها احد .
ولكن مايهمنا هو هل سيصل الحد ببعض الأطباء أن يبعوا ويتهاونوا بصحتنا بهذا الشكل ؟ أين اخلاقيات مهنة الطب ؟
فما هو مستقر لدى الناس ان العاملين في المهن الطبية شريحة من المجتمع نالت حظاً كبيراً من الثقافة ومعرفة سبل التعامل الحسن مع الناس، فوق ما لديهم من العلم بالطب الذي يصقل شخصياتهم، والذي افنوا فيه سنين كثيرة من اعمارهم، بما ينعكس روعة وحسناً على تعاملهم وتصرفاتهم، وادراكهم للأمور وتقويمها وفق النظر الصحيح.وقد نالوا هذه المكانة المرموقة في المجتمعات بالنظر الى شرف المهنة التي يمتهنونها، فالطب مهنة شريفة كريمة نبيلة، روي عن الامام الشافعي رحمه الله قوله: "لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا ان اهل الكتاب غلبونا عليه".
تحياتي وتقديري للجميع
الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 6:14 pm من طرف الأسيرة
» تناول الاطعمة الساخنة في اطباق الميلامين يزيد من احتمال الاصابة بحصى الكلى
الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 6:09 pm من طرف الأسيرة
» الجرجير كنز من كنوز الخضروات
الخميس أغسطس 11, 2011 11:52 pm من طرف lovly-pink
» لكل طلاب الانتساب والتعليم عن بعد
الخميس يوليو 21, 2011 11:45 pm من طرف الأسيرة
» دور الاطباء والممرضات عند موعد الولاده...الاطبا
الجمعة يوليو 15, 2011 6:52 am من طرف الأسيرة
» الصداع النصفي مرض يصيب الاذكياء
الثلاثاء يوليو 12, 2011 4:38 am من طرف زائر
» احدث ابحاث 2011
الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:36 pm من طرف زائر
» فضيحة مصنع (الـربـيـــع) للعصيرات
الخميس يونيو 23, 2011 7:25 am من طرف الأسيرة
» انواع الحب الحقيقي ....
السبت يونيو 18, 2011 9:35 am من طرف الأسيرة