الزائده الدودية واستئصالها

ما هي الزائدة الدودية؟

هي أنبوب ضيق مقفل عند نهايته، يتصل بالأعور Cecum (الجزء الأول من القولون) كالدودة. (الاسم التشريحي للزائدة، الزائدة الدودية الشكل، يعني زائدة شبيهة بالدودة). تنتج بطانة الزائدة الداخلية كمية ضئيلة من المادة المخاطية التي تسيل في الزائدة إلى داخل الأعور. يحوي جدار الزائدة نسيجاً لمفاوياً، وهو جزء من الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة. يحتوي جدار الزائدة أيضاً على طبقة من العضلات كبقية أجزاء القولون.



ما هو التهاب الزائدة الدودية؟

يحصل التهاب الزائدة عندما تُسد الفتحة بدءا من الزائدة وصولاً إلى الأعور. وقد يكمن السبب وراء هذا الإنسداد في تكوّن مخاطٍ ثخين داخل الزائدة، أو في دخول البراز إلى الزائدة آتياً من الأعور. يصبح المخاط أو البراز قاسياً كالصخرة ويسدّ الفتحة. تسمى هذه الصخرة "الحصاة البرازية أو الغائطية Fecalith" (صخرة من البراز). في بعض الأحيان، يتضخم النسيج اللمفاوي الموجود في الزائدة ويسدّها فتبدأ البكتيريا المتواجدة عادة في الزائدة بغزو جدارها. يستجيب الجسم لهذا الغزو البكتيري بشنّ هجوم على البكتيريا، يسمى هذا الهجوم "التهاباً". (توجد نظرية بديلة لحصول التهاب الزائدة وهي التمزق الأوّلي للزائدة يتبعه انتشار البكتيريا خارجها. بالرغم من عدم وضوح سبب هذا التمزق قد نعزوه إلى التغيرات الحاصلة في النسيج اللمفاوي الذي يبطن جدار الزائدة).

تتمزق الزائدة في حال امتدّ الإلتهاب والإصابة إلى جدارها. قد تمتد الإصابة إلى جميع أنحاء البطن بعد حصول التمزق، غير أنها تنحصر عادةً في مساحة صغيرة محيطة بالزائدة (مشكّلةًَ خرّاج ما حول الزائدة).


ينجح الجسم أحياناً في احتواء التهاب الزائدة دون الخضوع لعملية جراحية علاجية وذلك في حال لم يمتد الخمج والإلتهاب الذي يصحبه إلى كل البطن. قد يختفي الإلتهاب والألم والعوارض، بشكل خاص لدى المرضى المتقدمين في السن وعند استخدام المضادات الحيوية (Antibiotics). قد يقصد المرضى الطبيب بعد فترة طويلة من حدوث عارض التهاب الزائدة، و هم يعانون من وجود كتلة في الأسفل الأيمن من البطن سببها التندّب الذي يحصل خلال الشفاء. قد تزيد هذه الكتلة من الشكوك في الإصابة بالسرطان



ما هي مضاعفات التهاب الزائدة الدودية؟

يُعد النقب (Perforation) أكثر مضاعفات التهاب الزائدة شيوعاً. يؤدي نقب الزائدة إلى حدوث خراج حول الزائدة (تجمّع القيح الملوث بالجراثيم)، أو إلى انتشار التهاب الصّفاق (خمج كامل بطانة البطن والحوض). يكمن السبب الأساسي وراء النقب الزائدي في تأخر التشخيص والعلاج.

أما انسداد الأمعاء فهو أقل مضاعفات التهاب الزائدة شيوعاً. ويحصل الإنسداد عندما يؤدي الإلتهاب المحيط بالزائدة إلى توقف العضلة المعويّة عن العمل، وهذا يحول دون مرور المحتويات المعوية. إذا امتلأ المعي قبل مكان الإنسداد بالسوائل والغاز، ينتفخ البطن وقد يحصل غثيان وتقيؤ. وبالتالي تستلزم الحالة تفريغ محتويات المعي من خلال أنبوب يمر عبر الأنف والمريء إلى داخل المعدة ثم المعي.

يعتبر الإنتان مضاعفة خطيرة لالتهاب الزائدة، و هو حالة تدخل فيها البكتيريا الخامجة إلى الدم وتنتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم. لذا فهي مضاعفة خطيرة جداً وتهدد الحياة ولكنها لحسن الحظ، نادراً ما تحصل.

ما هي عوارض التهاب الزائدة الدودية؟

إن العارض الأساسي لالتهاب الزائدة هو الألم في البطن. ينتشر ويصعب تحديده لأنه لا يحصل في موضع واحد (يكون الألم غير المتركز حالة نموذجية حين تقتصر المشكلة على المعي الدقيق أو القولون، بما فيه الزائدة). يصعب تعيين مكان الألم بدقة، إذ عندما نسأل المرضى عن مكان وجود الألم، يشير أغلبية هؤلاء إليه بحركة دائرية بيدهم حول الجزء الوسطي من بطنهم.

كيف يتم تشخيص التهاب الزائدة الدودية؟

يبدأ التشخيص بفحص طبي للجسم. يعاني المرضى غالباً من حرارة مرتفعة. وفي حال انتشر الإلتهاب إلى الصِّفاق، يحصل عادةً ارتداد في الألم الحاد. وهذا يعني أنه عندما يضغط الطبيب على البطن ثم يسحب يده بسرعة، يسوء الألم فجأة ولكن بشكل عابر.

عدد كريات الدم البيضاء
يرتفع عادةً عدد كريات الدم البيضاء في الدم تبعاً للإصابة.

صورة شعاعية للبطن
قد تكشف الصورة الشعاعية للبطن "الحصاة البرازيّة أو الغائطية" (قطعة البراز بحجم حبة الفاصولياء، القاسية والمكلّسة، التي تسدّ فتحة الزائدة) التي قد تكون سبباً لإلتهاب الزائدة. وهذا يصح بالأخص لدى الأطفال.

كيف تتم معالجة التهاب الزائدة الدودية؟

بعد تشخيص التهاب الزائدة، يحصل عادةً استئصال للزائدة الدودية. تُستخدم المضادات الحيوية دائماً قبل الجراحة وحالما يتم اكتشاف وجود هذا الإلتهاب.

يظلّ التهاب الزائدة لدى مجموعة ضئيلة من المرضى معتدلاً ومحدّداً في مساحة صغيرة. ويكون الجسم قادراً ليس فقط على احتواء الإلتهاب والإصابة، بل على حلّ هذه المشكلة أيضاً. يعاني هؤلاء المرضى من بعض التعب ويتحسّنون خلال عدة أيام من المراقبة. يسمى هذا النوع من الالتهاب الذي يمكن معالجته بالمضادات الحيوية فقط "التهاب الزائدة المحدود"، وقد يتم نزع الزائدة فيما بعد.

لا يقصد المريض طبيبه أحياناً إلا عند حصول التهاب في الزائدة وتمزّق فيها، وقد يسدّ النَقب الزائدي. يمكن معالجة الخرّاج أولاً بالمضادات الحيوية إذا كان صغير الحجم، غير أنه يتطلّب التصريف عادةً. يتم إدراج قناة التفريغ عادةً بمساعدة تفريسة التصوير الطبقي( CT ) أو تصوير بالموجات فوق الصوتية، التي تستطيع تحديد مكان الخراج الصحيح. يتم نزع الزائدة بعد معالجة الخراج بعدة أسابيع أو أشهر، وهذا ما يسمّى "بإستئصال الزائدة الفاصل Interval Appendectomy". ويساعد القيام بهذا الاستئصال على الوقاية من إصابة أخرى بالتهاب الزائدة.
.
.
.
منقول من موقع د.جهاد أبو دية

==============================
فيديو عملية جراحيه لاستئصال الزائده الدوديه

http://video.google.com/videoplay?do...surgical&vt=lf